بدأ العصر التقني منذ فترة قصيرة نسبيًّا مقارنة بعمر البشرية، ومع ذلك فقد أحدث تغييرًا جذريًّا وترك الأثر الأكبر في تاريخ الإنسانية، ولعل أكثر ما يميز العصر التقني هو عجلة التطور السريعة التي لا تتوقف وليست تستكين. منذ عدة سنوات ظهر جيل جديد من الأجهزة والأدوات التقنية تعرف بـWearable Technology أو التقنية القابلة للارتداء، وقد أثارت هذه الأجهزة ضجة ونقلة كبيرة للتكنولوجيا، ولكن هذه الطفرة ستأخذ وقتها تحت الأضواء ثم ستنسحب لتتيح المجال لظهور التقنية الحقيقية التي تسعى البشرية خلفها، فالتقنيات القابلة للارتداء ما هي إلا مرحلة انتقالية وتمهيدية لها. ستنتقل التكنولوجيا من خارج أجسادنا لتستقر وتندمج داخلها، هذا هو الإنجاز الكبير القادم للعلم.

في الوقت الحالي يستخدم المرضى أجهزة تقنية مختلفة ترتبط مباشرة بتطبيقات الهواتف الذكية لمراقبة وعلاج بعض الأمراض، على مستوى أكبر نجد في جامعة بوسطن الأمريكية بنكرياسًا صناعيًّا به أداة استشعار مجهرية متصلة بإبرة تتحدث مباشرة مع تطبيق على الهواتف الذكية لمراقبة نسبة السكر في الدم لمرضى السكري. العلماء في لندن يعملون على تطوير دوائر صغيرة بحجم الكبسولة يمكن ابتلاعها لتسمح بمراقبة مستوى الدهون لدى مرضى السمنة وعند زيادتها تنتج مواد جينية تجعل المرضى يشعرون بالشبع. وتمثل هذه التقنية بدلًا محتملًا للحلول الجراحية الحالية لمشكلة السمنة المفرطة. العديد من الحالات الطبية الأخرى مثل مشاكل القلب والمشاكل النفسية تنتظر حلولًا “مزروعة” قيد التطوير حاليًّا.

مؤسسة جيتس هي مؤسسة غير ربحية وخيرية أنشأها بيل جيتس وهي تدعم مشروعًا خاصًّا بمعهد MIT الذي يهدف إلى تطوير وسائل ذكية لمنع الحمل يمكن التحكم بها خارجيًّا. هذه الرقاقة الصغيرة تفرز كميات صغيرة من هرمون منع الحمل في جسم المرأ لمدة قد تصل إلى 16 عامًا، وكما يشير القائمون على المشروع فالأمر بسيط ويشبه عملية الحصول على وشم، ويمكن التحكم في هذه الرقاقة من الخارج لإيقافها أو تشغيلها حسب الرغبة الشخصية في الإنجاب. أعتقد أن فقد أداة التحكم في هذه الحالة ستكون عواقبه وخيمة.